أي البداء، ص: 10

وقتاً محدَّداً لعمله.

3- كتاب:

للكتاب معانٍ متعدّدة، والمقصود منها هنا: مقدار مكتوب أو مقدّر، ويكون معني «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتاب»: لوقت إتيان الرسول بآية زمان مقدّر معيّن.

4- يمحو:

محاه في اللّغة: أزاله وأبطله، أو أزال أثره، مثل قوله تعالي:

أ- في سورة الإسراء:

«فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَة» (الآية/ 12).

وآية اللّيل هي اللّيل، ومحو اللّيل: إزالته.

ب- في سورة الشوري

«وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ» (الآية/ 24).

أي يذهب بآثار الباطل.

تفسير الآيات أخبر اللَّه سبحانه وتعالي في هذه الآيات أنّ كفار قريش طلبوا من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن يأتيهم بآيات، كما بيّن طلبهم ذلك البداء، ص: 11

في قوله تعالي في سورة الإسراء: «وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تفْجرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا» (الآيتان/ 90 و 92).

وقال في الآية (38) من سورة الرعد: «وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ» مقترحةٍ عليه «إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» وأنّ لكلّ أمرٍ وقتاً مُحدّداً سجّل في كتاب.

واستثني منه في الآية بعدها وقال: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ» من ذلك الكتاب ما كان مكتوباً فيه من رزق وأجل وسعادة وشقاءٍ وغيرها «وَيُثْبِتُ» ما يشاء ممّا لم يكن مكتوباً في ذلك الكتاب «وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»، أي: أصل الكتاب وهو اللّوح المحفوظ، الذي لا يتغيّر ما فيه ولا يبدل.

وبناءً علي ذلك قال بعدها: «وَإِنْ مَا نُريَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ» من العذاب في حياتك «أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ» قبل ذلك «فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغ» فحسب ....

ويدلّ علي ما ذكرناه ما رواه الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسير الآية وقالوا ما موجزه:

إنّ عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول: اللّهمّ إن البداء، ص: 12

كنت كتبتني